الدكتور سعيد شبار؛ من تحديات الفكر الإسلامي: إهمال الفكر السّنني

Sdílet
Vložit
  • čas přidán 11. 09. 2024
  • قضية الفكر السّنني (الآياتي) بين الإعمال والإهمال؛ وهي قضية جوهرية ومحدد منهجي لا يمكن تجاوزه باعتبارها نظاما محكما في أي بناء، سميت بالآياتية لأنه معروضة في القرآن الكريم بمنطق الآيات، (سنريهم آياتنا في الآفاق وفي أنفسهم حتى يتبيّن لهم أنه الحق) (وكأي من آية يمرّون عليها وهم معرضون)، والآيات هي آيات في النص وآيات في الأنفس وآيات في الآفاق، ونحن مدعوون إلى النظر فيها جميعا دون تفاضل بينها، فقضية المفاضلة بين العلوم وتسمية بعضها بالعلوم الشريفة والأخرى بالعلوم الوضيعة ليس إلا مجرّد كلام تاريخي تحدّث عنه بعض علمائنا، وإلا فالقرآن يجعل كل العلوم واحدة في نسقية واحدة، يحكمها منطق الآيات التي نحن مدعوون إلى النظر واستخلاص العلم والمعرفة منها التي تهدي الإنسان إلى الحق سواء كانت آيات النص التي نتج عنها علوما للدين، أو آيات في الأنفس والعلوم التي تنتج عنها وهي العلوم الإنسانية والاجتماعية أو آيات في الآفاق التي تنتج عنها علوم المادة والطبيعة، وكلها آيات من الله ينبغي أن ننظر فيها ونبحث فيها بتواز وبنفس المنطق والأهمية والاهتمام سواء في الدين أو في الأنفس أو في الآفاق. صحيح أن العلوم الدينية تعطي المعنى وتحدد الوجهة وتعطي أشاء كثيرة، ولكن لا يمكن أن نفعل العلوم الدينية إلا من خلال العلوم الإنسانية والاجتماعية والعلوم المادية، لأنها إطار للناس في هذا الكون، ومفاهيمها غير منفصلة تماما، والفصل بينها هو من جهة أخرى تأثر بالمنطق الغربي في تصنيف العلوم وجعلها جزرا منفصلة؛ الدين لوحده، والعلوم الإنسانية والعلوم المادية لوحدها، مع غلبة المنطق التجريبي المادية إلى درجة التسوية بين الإنسان والأشياء المادية في التحليل، وتغييب البعد التركيبي في الإنسان بين المادة والروح.

Komentáře •