الدكتور سعيد شبار؛ من تحديات الفكر الإسلامي: إشكالات وتحديات خارجية

Sdílet
Vložit
  • čas přidán 11. 09. 2024
  • هذه التحديات الخارجية عرفها المسلمون الأوائل كما نعرفها نحن اليوم، منها: الاحتكاك الأول بالديانات الأخرى، اليهودية والمسيحية والعقائد الشركية الوثنية، الفلسفة اليونانية، المنطق الأرسطي الخ. ولكن الفارق الأساس والكبير وهو أن النسق الثقافي والمعرفي للمسلمين الأوائل كان قويا، وكان قادرا على دمج واستيعاب الكثير من هذه المقولات والتحدّيات، كان قادرا على المحاورة والسجال والرد والمواجهة الفكرية والثقافية وقادرا على إدماج ما هو إيجابي، على أن يتفاعل على كل حال بمنطق ندّي إن لم يكن متجاوزا لهذه التحديات.
    حدثت عمليات تأثير وتأثر باختيار واعي وفرز وانتقاء، دخلت الإسرائيليات إلى كتب التفسير، وإلى كتب الحديث، دخلت آراء فلاسفة اليونان والمنطق الأرسطي إلى علم الكلام وإلى أصول الفقه معا، كما كان هناك تأثير كبير للعلماء المسلمين في غيرهم مثل تأثر اللاهوت اليهودي والمسيحي بالمتكلمين المسلمين، حتى أن بعض المؤرخين في الكتابات الغربية اعتبرت المتكلمين من اليهود والنصارى مسلمين لتأثرهم بنموذج علم الكلام الإسلامي الذي أنتجته الحضارة الإسلامية، هنا نذكر موسى بن ميمون وغيره.
    على كل حال النموذج الأول للمسلمين الأوائل كان له حضور قوي وكان له إسهام واستيعاب ودمج وعطاء. ولكن التحدي الأكبر للفكر الإسلامي المعاصر في وقتا الراهن، إزاء الحداثة والعولمة وما بعد الحداثة وما يسميه البعض الحداثة الفائقة (مثل القطار الفائق السرعة) ولكن الحداثة ليس لها اتجاه محدد، قابلة للجرف في أي اتجاه. للأسف نعاني من استيلاب وتبعية داخل تيارات ومدارس علمانية وليبرالية يسارية قومية حداثية، كما نعاني من غزو مفهومي شبيه بالطوفان لكثير من المفردات التي أصبحنا نفكر بواسطتها من خلال المعجم الغربي أكثر مما نفكر من خلال المعجم العربي الإسلامي، حين نتحدث عن العلم والعقل والحرية وغيرها من المفردات التي تنصرف دلالاتها ومعانيها إلى المعجم الغربي والتعريف الغربي لها أكثر من المعجم الإسلامي، وكأننا أما عملية انزياح كبيرة على مستوى لمفردات والمفاهيم بالشكل الذي يؤسس لتبعية واستيلاب ثقافي وفكري لنموذج آخر، وهذا أمر ينبغي التنبه له، يعني أي مفردة ينبغي الرجوع إلى ضبطها وتدقيقها وتنقيحها من خلال التداول التاريخي والبناء الشرعي، كما تم توضيح ذلك في أحد الكتب التي أشار إليها الدكتور مونة "المصطلحات والمفاهيم بين البناء الشرعي والتداول التاريخي"، التداول التاريخي فيه استيلابان؛ استيلاب للاصطلاحات التي تنشأ في الأمة وتطور العلوم وآخره، واصطلاح باعتباره تعريفا يأخذ نسبة من المفهوم وليس كل دلالات المفهوم، باعتبار أن الأصل في كل تعريف للمفهوم هو في القرآن، أي النص الشرعي، وقضية أخرى ترتبط بالاصطلاحات الوافدة والدخيلة التي ينبغي التنبه لها.

Komentáře •