Six_Days_الأيام_الستة performance 2024

Sdílet
Vložit
  • čas přidán 25. 06. 2024
  • مقطع من نص بعنوان "سامح الطويل ... حديث من هنا ومن هناك" قيد النشر
    تحرير: ضياء الكيلاني ٢٠٢٤
    From the forthcoming book "Sameh Al Tawil ... Here / There talks"
    Edited by Diaa El-Kilany, 2024
    أدهى ما قد يُصيبُ الجنديَّ على الجبهةِ المللُ لا رصاصةُ العدو، لذلك يخترعون له الحروب ويشركونَه في معاركَ لا ناقة له فيها ولا جمل، الغايةُ منها إبقاءُ حالةِ الجهوزيةِ واليقظةِ التي يجب أن يكون عليها، والتحوُّطُ من التراخي الذي يحدُث للجنود نتيجةَ الانتظارِ الطويلِ أو الانتصارِ الوشيك.
    ولكن ..
    لابد من الهزائمِ ليعرفَ لذةَ النصر، ومن الخيباتِ ليعرفَ قيمةَ النجاح، لابدَّ له أن يرَى قلةَ حيلتِه أمامَ المرضِ والموتِ ليعرفَ قيمةَ الحياةِ وقدرةَ اللهِ والنظام.
    لابد من معركةٍ جانبية على طريقِ حربِه الكبرَى مع الحياة، معركةٍ يوضعُ فيها ليتذكرَ أنَّ الانضباطَ واليقظةَ هما السبيلانِ الوحيدانِ اللذان يجبُ أن يحرصَ عليهما الجنديُّ ليحتفظَ برأسِه والفنانُ ليحتفظَ بذاكرتِه وذكراهُ. معركةٍ لا يتمنَّى أحدٌ أن يخوضَها، لكنها بطريقة ما مكافأةٌ لا ينالُها إلا المختارون القادرون عليها وفرصةٌ لتدبُّرِ معنى الحياة والإبحارِ أبعد في فلسفة الوجود.
    يُسجلُ هذا المشروع الفنيُّ حربَ أيّامٍ ستةٍ في غرفةِ الرعايةِ الفائقة ضدَّ المرضِ الذي يُبتلى به المرءُ ليتذكَّرَ أنَّ حياتَه بأسرِها قيدَ أمرٍ إلهيٍّ لا قدرة له على ردِّه. يبدو من الوهلةِ الأولى كمحاولةٍ للتعافي بإضافة ألوانِ الحياةِ على رسمٍ باهتٍ لمريضٍ مُسجّى على سرير المشفى.
    القماشُ الذي صُنعَت منه اللوحةُ قماشُ (التيل) السميكُ المرتبطُ قديمًا بكُسوةِ الكعبةِ وسُرادقاتِ العزاءِ والأفراح، غزلٌ مُحاكٌ بطريقةِ (التطريزِ بالإضافة)، عليهِ رِقاعٌ من نسيجٍ أدقّ كثافة وسماكة تُطرزُ تلك الرِقاع في قماشِ التيلِ بغرزة {(الكفافة) أو (اللفق) إحدَى غرزِ فنون الخيامية Embroidery Work Patch)} في حيّ الغورية بالقاهرة وتشبهُ إلى حدٍّ بعيدٍ إحدَى غُرَزِ الجراحةِ وبإبرةٍ مقوَّسة كتلك التي يستعملها الطبيب. وقد حيكَت الرقاعُ على هيئة رجلٍ نائم وهو أنت كما هو واضح، مشدودة على إطارِ اللوحاتِ قياس سريرِ المشفَى بعرضِ مترٍ وطولِ مترين.
    قِطع الإنسان التي وصل الجراحُ بعضَها ببعض، كإجراء أوَّليٍّ لإكمال الصورة ولو نفسيًّا، قبل أن تتدفق إليها الحياة التي ترمزُ لها بالألوان شيئًا فشيئًا.
    الألوانُ سائلة مُعدَّةٌ في محاقنَ أعلَى اللوحةِ المُعلقة على الحائطِ ، يحتاج وصلُها بشرايين اللوحة إلى مَن يستطيعُ فتح محابسِ اللونِ بأقدارٍ دقيقةٍ لتسمحَ للحياة بالتدفُّق إليها، أما الروحُ ثالثة عناصر العمل فيمثلها حضورُكَ الذي يتدخلُ لاحقًا لإتمامِ المهمة ووضعِ اللمسات الشخصيَّة عليها. ولعل اضطلاعك بدورِ الطبيب حين أخذت مكانَهُ إشارةٌ كبيرةٌ على أن التعافي يبدأ بك والعلاج يتمثل في إدراكك لحاجاتك. من سواك يعرفُ مقدارَ ما تحتاجُه هذه اللوحةُ من الأحمرِ وكم ينقصها من الأزرقِ والأبيض والأخضر، وكم تحتاج من البلازما والنداوة … تلك هي اللوحةُ قبلَ أن يبدأَ العرضُ الحركيّ، قبل أن تُمرَّرَ عليها فرشاة أو تصلَ إليها نقطةُ لونٍ أو تتصلَ شرايينُها بعضُها ببعض. قصة كاملةً وقصيدة حديثة كُتبت بفنية عاليةٍ. يستطيع الجميع قراءَتها في ظني .معانواتُك في أيَّامٍ ستةٍ من الوجع والتداعي والعلاجِ والعملية الجراحية والمناظيرِ والمحاليلِ تشخصها في لوحات ست فارغات تتشكَّلُ في أيامِ العرضِ الستةِ ، ست لوحات يتقلب فيها المريض على اللوحة في وضعيات مختلفة، المشروع أكبر من محاولةٍ للتعافي، إنما محاولة لتثبيت لحظة الألم والخوف من المجهول والاحتفاظ باليقظة وتأطير تلك العلامة أو الإشارة وعدم السماح لها بالمرور هكذا مرور الكرام.
  • Krátké a kreslené filmy

Komentáře •