كلَّما شابَ الزمانُ، شبَّ القرآنُ

Sdílet
Vložit
  • čas přidán 6. 03. 2024
  • إن القرآن يحافظ على طراوته وشبابيته في كل عصر وكأنه ينزل حالاً.
    نعم؛ ولأن القرآن خطاب أزليّ يخاطب في كل عصر جميع طبقات البشرية معًا؛ لذا ينبغي أن يكون له شباب دائمي كهذا. إنه قد شوهد هكذا ولا يزال يشاهد هكذا. وحتى إنه يتوجه وينظر إلى كل عصر من العصور المختلفة من حيث الفكر، والمتباينة من حيث الاستعداد وكأنه خاص بذلك العصر، ويلفت الأنظار إليه، ويلقّن دروسه.
    إنه كما أن لحياة البشر عمرًا طبيعيًا ينقطع؛ كذلك لقانونه عمر طبيعيّ ينتهي ألبتة. وإن آثار البشر وقوانينهم تهرم مثلهم، وتتغير، وتُبدَّل، لكن أحكام القرآن وقوانينه ثابتة وراسخة إلى حد أنه كلما مرت العصور تُظهر قوتَها أكثر فأكثر.
    نعم؛ إن دساتير القرآن وقوانينه ولأنها جاءت من الأزل فستنتهي إلى الأبد، وليس محكومًا عليها بالموت بعد الشيخوخة كما هو الحال في قوانين المدنية الحاضرة. إنها نضرة دائمًا وقوية. فمثلاً إن المدنية الحاضرة مع جميع منظماتها الخيرية وأنظمتها الصارمة ونظمها الجبارة الشديدة ومؤسساتها التربوية الأخلاقية لم تستطع أن تعارض مسألتين اثنتين من القرآن الحكيم، فغُلِبَت، وهما في قوله تعالى: ﴿وَأَقِيمُواْ الصَّلاَةَ وَآتُواْ الزَّكَاةَ﴾ [البقرة: 43]، و ﴿وَأَحَلَّ اللّهُ الْبَيْعَ وَحَرَّمَ الرِّبَا﴾ [البقرة: 275]. وسنبيِّن هذه الغالبية المعجزة للقرآن بمقدمة، كالآتي:
    كما أن معدن جميع اضطرابات البشر هو كلمة واحدة؛ كذلك فإن منبع جميع الأخلاق السيئة هو كلمة واحدة،
    الكلمة الأولى: إذا شبعتُ أنا فمالي إن مات غيري من الجوع.
    والكلمة الثانية: اعمل أنت لآكل أنا.
    نعم؛ إن البشر يعيشون في حياتهم الاجتماعية عيشا هنيئا بتوازن الخواص والعوام أي الأثرياء والفقراء. وأما أساس هذا التوازن في طبقة الخواص فهو الرحمة والشفقة، وفي طبقة العوام الاحترامُ والطاعة.
    والآن فكما أن الكلمة الأولى قد ساقت طبقة الخواص إلى الظلم وفساد الأخلاق والقسوة،
    والكلمة الثانية ساقت العوام إلى الحقد والحسد والصراع والمبارزة، فسلبت راحة البشر منذ بضعة عصور؛ فكذلك حدثت في هذا العصر نتيجة صراع السعي مع رأس المال أحداث أوربا العظيمة المعلومة لدى الجميع.
    وكما أن المدنية الحاضرة لم تستطع أن تُصلح بين هاتين الطبقتين من البشرية مع جميع منظماتها الخيرية ومدارسها الأخلاقية والتربوية وقوانينها وأنظمتها ونظمها الصارمة؛ فكذلك لم تستطع أن تعالج الجرحين الغائرين للحياة البشرية.
    أما القرآن فيَجْتَثّ الكلمةَ الأولى من أصلها بإيجاب الزكاة، ويعالجها، ويجتث الكلمةَ الثانية من أصلها ويعالجها بحرمة الربا.
    أجل؛ إن الآية القرآنية تقف أمام باب العالم وتقول للربا "ممنوع"، وتأمر الناس قائلة: "سدوا أبواب البنوك حتى تسدّوا أبواب الصراع والنزاع"، وتأمر تلاميذه بأن "لا تدخلوها".
    إن كل مسألة من آلاف المسائل القرآنية تخدم الحياة الأبدية للبشر فضلا عن أنها تسعى لتوفير سعادتهم في الدنيا كما في هذه الأمثلة الثلاثة، فيمكنك أن تقيس سائر المسائل على المسائل المذكورة.
    فيا من استنشق نسيم البلاغة!
    أفلا يجتني نحلُ ذهنك عن أزهار تلك المباحث الأربعة شَهْدَ: "أشْهَدُ أَنَّ هذَا كَلاَمُ الله"؟!
    كلَّما شابَ الزمانُ وشاخَ، شبَّ القرآنُ واتضحتْ رموزُه

Komentáře • 3

  • @rifattoprak4800
    @rifattoprak4800 Před dnem +1

    ماشاﺀالله بارك الله لاقوةالابالله

  • @ramazanmemici4651
    @ramazanmemici4651 Před 2 měsíci +2

    ماشاﺀالله بارك الله لاقوت الابالله

  • @EtoileTVSenegal
    @EtoileTVSenegal Před 2 měsíci +1

    ما شاء الله و جزاكم الله خيرا