إنت حكمة ولاّ آية - عبدالكريم الكابلي ( رحمه الله) والبلابل drabdelmoneim@

Sdílet
Vložit
  • čas přidán 3. 12. 2021
  • د. عبدالمنعم عبدالمحمود العربي
    كابلي لوحة وطن تراثية خالدة - عليه رحمة الله .. بقلم: د. طبيب عبدالمنعم عبدالمحمود العربي/المملكة المتحدة
    رُفع بواسطة رئيس التحرير: طارق الجزولي 4 ديسمبر, 2021
    255المشاهدات
    لا حول ولا قوةً إلا بالله العلي العظيم، الموت حق. رحمة الله عليك يا عبدالكريم الكابلي ومغفرة تدخلك جنة الفردوس الأعلى.
    بالطبع نحزن من الأعماق عندما الأحزان تتجدد وتتراكم ضغوطها على النفوس بقدوم رحيل من نحب. منهم القريب والصديق والأغرب الحزن غير المألوف من على البعد على من لم تجمعنا بهم الدنيا على الإطلاق، لا نعرفهم ولا يعرفوننا لكن كما قالها كابلي الدافع هو “حب الناس الأخيار” المجرد من المنفعة الشخصية . كابلي الأ ديب الشاعر الرقيق كان فيضاً من الحب . كان عندما يخاطب فرداً أو يحي الناس عبر التلفاز أو المذياع أو مباشرة فى حفل أو لقاء أدبي ، أبداً لا ينادي الناس أو يذكرهم إلا ” بالأحباب”. هكذا كان قامة ورجلاً سمحاً، متواضعاً مهذباً رقيقاً شفيفاً عطوفاً وكريماً. كان يتنازل عن بعض أغانيه بعد تأليفها وتلحينها فيهديها هبة للآخرين لوجه الله. وهذه قمة نكران الذات وحب الخير للآخرين. نغمات دوزنة عوده كانت متميزة و من أول وهلة يعرف المستمع ان تلك النغمة هي كابلي (Kabli’s signature ). كان يجيد العزف على العود مثل الموهوبين أحمد المصطفى وحسن عطية. أحيا التراث السوداني فى أجمل ثيابه وأروع لوحات فنية متتعددة الألوان الجميلة الجذابة التي تجسد روعة تعدد السحنات والجغرافية والعادات والثقافات فيتمعن فيها المتلقي ويهضمها من غير ملل . عرفناه مع الجيل المخضرم الذين رحلوا قبله ونحن كنا تلاميذاً بالمتوسطة عندما صحبناه بخيالنا إلى باندونج البعيدة بأندونيسيا عرفنا بالملايو وبأحمد سوكارنو وآخرين. سافرنا معه داخل الوطن تجوالا فى جنوب السودان وشرقه وغربه وشماله. شفناه فى مروي والسواقي على شاطيء النيل ترن موظفاً جميل الطلعة ، وصحبناه رحالاً فى جبل مرة ودار أم بادر وبادية السودان المتنوعة حتى حط بنا الرحال مرةً أخرى خارج السودان فى فينيسيا الساحرة وعلى الجندول الذي يتهادى تحوطه المباني الشامخات طربنا أيما طرب وخلفه رددنا “أين من عيني هاتيك المجال يا عروس البحر يا حلم الخيال ” * وحلقنا معه وصديق مدثر والشريف الهندي رحمهما الله تجاوزاً الثريا والمجرات صعداً عبر تخوم سموات الإبداع وهو يعطر أجواءنا بعذب القصيد من أدب المدائح والتصوف والعشق الإلهي ، وكانت كل رحلة معه تتجلى لنا فيها إدراكات ما لا يُدْرَكْ!
    ستظل يا كابلي فى كل بيت مكتبة تراثية عامرة بكل جميل خالدة ومفيدة ، ومع بزوق كل قمر دورين سنتطلع عندما يسدل علينا الليل أستاره وسنغني شوقاً “يا ريت يا كابلي تاتي نشوفك ، لكن نشوفك وين؟”. إن شاء الله فى جنة الفردوس مع النبيين والشهداء والصديقين.
    يا كابلي رحمة الله عليك ، وأنت فى غربة سترة الحال لقد فارقنا هكذا للأبد قدمك، وأنت كنت عارفاً "أنه مفارق"، لكنك ستبقي فى السويداء ذكرى عطرة، و حبك لله وحبك لرسوله عليه افضل الصلاة وحبك للناس خلانا نحبك وأنت فى عليائك تاني وتاني.
    أحر العزاء لزوجك الموقرة وأبنائك البررة والسيد عمر الجزلي وأهلك فى الشرق الحبيب ولكل محبي شعرك وفنك وموسيقاك وكل أدبياتك.
    هذا هو حال الدنيا ، لا نقول إلا ما يرضي الله، إنا لله وإنا إليه راجعون
    من دكان الألحان ومخازن الشجون والحنين لكم مني الزوار الكرام أجمل قطف من ورود حديقة كابلي العامرة وأطيب تحية عند كل صبح طلق المحيا أو عند مساء تجدون فيه خلوداً من راحة ونعيم ، حفظكم الله فى بلادكم البعيدة وفى كل مكان وزمان رحم الله كابلي، لى حب له خاص لأنه إضافة إلي التهذيب والرقي والمعرفة والثقافة التي يتمتع بها ويمتع بها الآخرين فإنه كان دائماً يسعدني بكل ما يقدم من الإبداع ويرفع عني أثر ثقل ساعات الضيق والإحباطات بسياحة منقولة على آلة الزمان التي لم تكتشف بعد "سمها الآن بارافيزيائية" وفى كسلا وفينيسيا وجبل مرة ودكان "حِكَمْ" الشاعر السوداني"الأمي" أجد نفسي جذلاً مع كل حكمة تردد أو قصة حكاية فأحس كأنني حاضراً فى أحضان أمي وأبي وخالاتي وأحس طعم قبلات حبوباتنا وأشم نفحات دعاش الخريف وقش الجزر والجروف وأسمع خرير النيل وأزور أتبرا واجلس فى مقهي الإبس أحتسي الشاي والليمون البارد وقدلة فى حي السودنة الجميلة بأشجار شوارعها وحدائقها المخضرة، وأسواق اتبرا وبربر الصاخبات بالحركة والعامرات ، وجلسة وكباية شاي أحمر من صاحب المقهى العتيق جوار مكتبة الحاج شبرين وتارة أخرى أغوص فى عمق الباوقة الجميلة "اللذيذ تفاحها" أستمتع بأريحية أهلها الكرماء. أفتقد الحين كل ذلك رغم أنني أعيش فى أرقى بلاد الدنيا ما بين السويد وإنجلترا، لكن يظل الأهم من كل ذلك "حب الوطن إيمان" و"الحنين لأول ، منزل"، يا رب تعود كل رحال وكل بعيد إلى ربوع الوطن الحبيب لتتجدد الحياة وتجتر ذكريات أجمل الأيام و الحكايات
    لك الرحمة والمغفرة يا كابلي الوالد القدوة الحبيب ، فذكراك ستبقى عندنا حكم وحكايات طيبات جميلات عامرات خالدات كتابها نظيفة صفحاته ، أسال الله لك الجزاء الأوفي بفردوس عرضها السموات والأرض. اللهم أرحم والدينا وأغفر لموتانا وموتى المسلمين
    عبدالمنعم
  • Krátké a kreslené filmy

Komentáře • 9

  • @hashimosman-yd7qs
    @hashimosman-yd7qs Před 7 měsíci +1

    له الرحمه الواسعه كان فنان بمعني الكلمه ٠٠ ادا ٠٠ ادب ٠٠ فهم زوق عالي ياسلام علي عبدالكريم

  • @mesoalnoor1278
    @mesoalnoor1278 Před 2 lety +7

    الله جمال الكلمات ام جمال الصوت ام جمال الاداء
    ام جمال الروج انت الجمال كله ياأستاذ كابلي رقة وادب وثقافة الله يرحمك ويغفر لك

    • @drabdelmoneim
      @drabdelmoneim  Před 2 lety

      حقاً لقد صدقت. شكراً. له الرحمة والمغفرة

  • @ageelelmahi5141
    @ageelelmahi5141 Před rokem +2

    الله يرحمك يا بشير عباس . ملك العزف علي آلة العود ريشة ناعمة و مداعبة عجيبة للاوتار.

  • @user-vz8rz4jw1f
    @user-vz8rz4jw1f Před rokem +3

    ربنا يرحمو رحمه واسعه ويرحم موتانا وموتى المسلمين

  • @Lina.Alarabi
    @Lina.Alarabi Před 2 lety +2

    SubhanAllah, although he lived a long and full life this still came as a shock to me! May Allah forgive him, have mercy on his soul and ease the pain of his loved ones and the people of Sudan who have been blessed with his talent and grace. Thank you for sharing!

  • @ahmedmustafa772
    @ahmedmustafa772 Před 11 hodinami

    دا صوت الفنان ابراهيم حسين مع البلابل وعندهم قعدة فيها عدة اغاني

    • @drabdelmoneim
      @drabdelmoneim  Před 3 hodinami

      شكراً أحمد على المشاركة. طبقات صوت إبراهيم حسين عالية وتختلف عن طبقات كابلي المنخفضة كما يسمع هنا. كابلي وبشير عباس رحمهما الله هما الذان ابتدعا فكرة الصفير وأجاداه. للكابلي جلسات مماثلة مع البلابل موجودة على اليوتيوب. قباني وثق لهذا المقطع ، ستجد ذلك على قناته. للتصحيح والتوثيق لو كان عندك تسجيلات لإبراهيم مع البلابل نرجوا الإطلاع عليها مع الشكر. سأسأل هادية طلسم إذا سنحت لي فرصة لقائها مرة أخرى في هذه الدنيا.تحياتي