مختصر مقاصد سور القرآن | للدكتور محمد الخضيري | سورة الانعام

Sdílet
Vložit
  • čas přidán 8. 09. 2024
  • (وَأَوْفُوا الْكَيْلَ وَالْمِيزَانَ بِالْقِسْطِ) كان من الأشياء المشهورة عند العرب التطفيف في المكاييل والموازين ولذلك نزلت سورة (ويل للمطففين).
    (لَا نُكَلِّفُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا وَإِذَا قُلْتُمْ فَاعْدِلُوا وَلَوْ كَانَ ذَا قُرْبَى وَبِعَهْدِ اللَّهِ أَوْفُوا ذَلِكُمْ وَصَّاكُمْ بِهِ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ ﴿١٥٢﴾ وَأَنَّ هَذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيمًا فَاتَّبِعُوهُ وَلَا تَتَّبِعُوا السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَنْ سَبِيلِهِ ذَلِكُمْ وَصَّاكُمْ بِهِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ ﴿١٥٣﴾)
    دارت السورة كلها على مجادلة هؤلاء المشركين فلم تنصرف عنهم لحظة واحدة ولذلك استحقت أن تنزل في الليل ليكون مكانا للتفكر في هذه الحجج وطريقة نقض الشرم ومخاصمة ومجادلة هؤلاء المشركين وتنزل جملة واحدة لأنه حق واحد لا تقبل التجزؤ، ليس هناك دعوة توحيد تبدأ بتحريم كل الأصنام إلا صنم ثم ذلك الصنم تحرمه بعد ذلك ثم تدعو إلى عبادة الله، لا، هذا لا يقبل المقاسمة ولا أنصاف الحلول ولذلك نزل على رسول الله صلى الله عليه وسلم لما قال له المشركون يا محمد اعبد إلهنا سنة ونعبد إلهك سنة ما رأيك بهذا الحل الوسط؟ فأنزل الله (قُلْ يَا أَيُّهَا الْكَافِرُونَ ﴿١﴾ لاَ أَعْبُدُ مَا تَعْبُدُونَ ﴿٢﴾ وَلاَ أَنْتُمْ عَابِدُونَ مَا أَعْبُدُ ﴿٣﴾ وَلاَ أَنَا عَابِدٌ مَا عَبَدْتُمْ ﴿٤﴾ وَلاَ أَنْتُمْ عَابِدُونَ مَا أَعْبُدُ ﴿٥﴾ لَكُمْ دِينُكُمْ وَلِيَ دِينِ ﴿٦﴾ الكافرون) مفاصلة.
    ولذلك ختمت هذه السورة بالتذكير بإبراهيم مرة أخرى قال الله عز وجلّ (قُلْ إِنَّنِي هَدَانِي رَبِّي إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ دِينًا قِيَمًا مِلَّةَ إِبْرَاهِيمَ حَنِيفًا) قيمًا أي مستقيمًا، حنيفًا أي مائلًا عن الشرك إلى التوحيد قصدا وما كان ابراهيم من المشركين
    (قُلْ إِنَّ صَلَاتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ ﴿١٦٢﴾ لَا شَرِيكَ لَهُ وَبِذَلِكَ أُمِرْتُ وَأَنَا أَوَّلُ الْمُسْلِمِينَ ﴿١٦٣﴾ قُلْ أَغَيْرَ اللَّهِ أَبْغِي رَبًّا وَهُوَ رَبُّ كُلِّ شَيْءٍ وَلَا تَكْسِبُ كُلُّ نَفْسٍ إِلَّا عَلَيْهَا وَلَا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى ثُمَّ إِلَى رَبِّكُمْ مَرْجِعُكُمْ فَيُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ فِيهِ تَخْتَلِفُونَ ﴿١٦٤﴾ وَهُوَ الَّذِي جَعَلَكُمْ خَلَائِفَ الْأَرْضِ وَرَفَعَ بَعْضَكُمْ فَوْقَ بَعْضٍ دَرَجَاتٍ لِيَبْلُوَكُمْ فِي مَا آَتَاكُمْ إِنَّ رَبَّكَ سَرِيعُ الْعِقَابِ وَإِنَّهُ لَغَفُورٌ رَحِيمٌ ﴿١٦٥﴾)
    كما افتتحت السورة ببدء الخلق ختمت بنهاية الخلق فانظر إلى هذا الإنسجام العظيم بين أولها وآخرها وهذه الموضوعية العجيبة في هذه السورة الكريمة التي هي أصل من اصول التوحيد ومحاجة المشركين ودفع خصومة هؤلاء المرتابين نسأل الله أن يجعلنا من أهل التوحيد الخالص وأن يميتنا عليه وأن نلقى الله سبحانه وتعالى عليه.

Komentáře • 1