مقدسة فركوس وهابية مدخلية فركوسية؟ العلامة فركوس: الفرق في لفظ (التقديس) بين المعنى المردود والمحمود

Sdílet
Vložit
  • čas přidán 21. 08. 2024
  • #مقدسة #فركوس #التقديس #الغلو
    الفرق في لفظ «التَّقديس» بين المعنى المردود والمحمود
    فإنَّ لفظَ التَّقديسِ قد يأتي بمعنى #التَّعظيم والتَّبجيلِ على سبيل #العبادة ومعنى التَّنزيه عن النَّقائص كُلِّها، ويقال مَثَلًا: «قدَّس اللهَ»: عظَّمه وبَجَّله ونزَّهه عمَّا لا يليق بألوهيَّته، وأَبعدَه عن كُلِّ عيبٍ ونَقصٍ وعجزٍ وسوءٍ، وغايةُ التَّعظيمِ وكمالُه لا يجوزُ إلَّا للهِ سبحانه وحده لا شريكَ له، فهو المُستحِقُّ وحدَه لأعظم #التَّقديسِ وتمامِه، وهو المحمودُ على كُلِّ شيءٍ لذاتِه؛ فمَنْ عظَّم غيرَ الله مِنْ دونِه مِنَ العلماء والأولياء والزُّعَماءِ وغيرِهم أو أَحبَّه #محبَّةَ #تقديسٍ وعبادةٍ أو تنزيهٍ عن كُلِّ نقصٍ وعيبٍ وقَعَ في شِركِ اللهِ فيما لا يَلِيقُ إلَّا به مِنْ حقٍّ أو وصفٍ؛ فإِنْ قُصِد بالتَّقديس في السُّؤال هذا المعنى المحرَّمُ فهو حقٌّ إنكارُه، لأنَّه تعظيمٌ جاوزَ المشروعَ الَّذي لم يأذن به اللهُ، لا لمُجرَّدِ كونه تقديسًا، بل لخصوص المعنى المذمومِ الذي تَضمَّنَه خصوصُ هذا التَّقديسِ؛ علمًا «أنَّ التَّقديسَ لا يختصُّ به سبحانه، بل يُستعمَل في حقِّ الآدميِّين، يقال: فلانٌ رجلٌ مُقدَّسٌ: إذا أُريدَ تبعيدُه عن مُسقِطاتِ العدالةِ ووصفُهُ بالخيرِ»(١).
    وقد يأتي لفظُ التَّقديسِ بمعنَى التَّطهير وإثباتِ طهارَتِه وبراءَتِه مِنْ بعض النقائص القادحة ومُبارَكةِ اللهِ له أو فيه، ويقتضي معنَى الهَيبَةِ والتَّوقير والاحترامِ والتَّبجيلِ والتَّقدير، فيقال مَثَلًا: «هابَ الطَّالبُ أستاذَه، هاب الطَّالبُ مِنْ أستاذِه: قدَّسه: عظَّمه ووقَّره وأجَلَّه»(٢)، وتقديسُ الرَّجُلِ: تطهيرُه ومبارَكتُه؛ ويشهد لهذا المعنى قولُ النَّبيِّ صلَّى الله عليه وسلَّم: «كَيْفَ يُقَدِّسُ اللهُ أُمَّةً لَا يُؤْخَذُ لِضَعِيفِهِمْ مِنْ شَدِيدِهِمْ؟»(٣)، أي: كيف يطهِّرهم؟ فهذا المعنى إنْ صادف محلَّه ولم يجاوز الحدَّ المشروعَ ولا القَدْرَ الذي يَستحِقُّه المقدَّسُ فلا يُذَمُّ مِنْ صاحبه المُقدِّس، فمَنْ عظَّم العُلَماءَ ـ مَثَلًا ـ وأَجلَّهم ونافح عنهم بالحقِّ فحمَلَ كلامَهم على المَحمَلِ الحسنِ إذا كان مُحتمِلًا، وعذَرَهم فيما أخطؤوا فيه عن اجتهادٍ، ولم يأخذ عنهم خطَأَهم إذا تَبيَّن له أنهم أخطؤوا، بل ردَّه عليهم بالتي هي أحسنُ مِنْ دونِ أَنْ يقع فيهم بالقدحِ تحاملًا عليهم إذا لم يظهر منهم ميلٌ إلى الهوى والبَغيِ، فلا شيءَ في هذا التَّقديسِ عن اتِّباعِ الهوى، بإثباتِ كونهم اجتهدوا في طلب الحقِّ وفاتَتْهم الإصابةُ، لأنَّ هذا هو الواقع.
    ومَنْ أَحبَّ في اللهِ أهلَ الإيمان والعلمِ والخيرِ، ووقَّرهم وعظَّمهم وقدَّرهم وارتبطت محبَّتُه بما يحبُّه اللهُ فهو مأجورٌ عليه، لأنَّ المعلومَ أنَّ كُلَّ مؤمنٍ يستحقُّ مِنَ المَحبَّة والتَّقدير والتَّوقير والتَّبجيلِ بحَسَبِ منزلتِه في الإيمان والتَّقوى، وبقدرِ ما فيه مِنَ الولايةِ والخيرِ، وبقدرِ مُوافقتِه لشرعِه؛ وإنَّما يَستحِقُّ ذلك بالطَّريقةِ الَّتي شرَعَها اللهُ لتعظيمِه، فإِنْ قُصِد بالتَّقديس هذا المعنى المشروعُ فإنَّ الدَّعوةَ السَّلفيَّةَ لا تمنعُ تقديرَ أهلِ الإيمانِ والعلمِ والفضلِ ومحبَّتَهم وتوقيرَهم وتبجيلَهم على مكانتهم ومنازلهم، بل تأمر بذلك لكونهم ورَثَةَ الأنبياء أو بحَسَبِ ما لَهم مِنْ مكانةٍ عند الله، إذ لا تَعارُضَ ـ ألبتَّةَ ـ بين محبَّة الله تعالى القائمة على التعظيم والعبادة والتنزيه مِنَ الشِّرك والعجز والنَّقص، وبين محبَّة أوليائه مِنْ أهلِ الإيمان والتَّقوى والعلمِ والصَّلاحِ في الله، لارتباط محبَّتهم وتعظيمِ مكانتهم بما يحبُّه اللهُ ويرضاه.
    ولهذه المادَّةِ ومُشتقَّاتِها في اللُّغة مَعانٍ أُخَرُ تَقدَّم ذِكرُ بعضِها.
    فالحاصل:
    أنَّ ثَمَّةَ فرقًا بين تقديسِ الرِّجال وآرائِهم بمعنَى أنَّه يُعظِّمُ الأشخاصَ والألقابَ بحيث يرفعُهم فوق مَقامِهم أو يُثبِتُ لهم ما ليس لهم، فيَنبهِرُ بهم، ويُحبُّهم حُبًّا لا يقبل نقاشًا ولا اعتراضًا، ويُنزِّههم مِنَ النُّقصان والعيوب والأخطاء والزَّلَّات التي تَثبُت لهم؛ ويُمرِّر هفواتِهم وهَنَاتِهم الثابتةَ عليهم دون انتقادٍ ولا توقُّفٍ، إذ لا يُتصوَّر ـ أصلًا عنده ـ طروءُ الغلطِ والخطإ على أقوالهم، بل يَعتقدُ فيهم العصمةَ والكمالَ على الوجه الذي لا يَثبُت إلَّا للأنبياء، فيقلِّدهم تقليدًا أعمَى خاليًا مِنَ التَّبصُّر والرَّويَّة، بل يُقلِّدهم فيما يُعايِنُ ـ بيقينٍ ـ الصوابَ في خلافه، ويطيعهم طاعةَ مَذلَّةٍ وخنوعٍ وخضوعٍ ولو خالفوا نصوصَ الكتاب والسُّنَّة مُقدِّمًا لأقوالهم عليها، وهذا النَّوعُ المذمومُ مِنْ تقديس الرِّجال هو الذي تحاربه الدَّعوةُ السَّلفيَّةُ، وهو المُتبادِرُ عند الإطلاق والذي ينبغي أَنْ يكون المُرادَ بالطَّرح عند مَنْ يستعمل هذه اللَّفظةَ على سبيل الاستنكار في موضعه مِنْ أهل السُّنَّة، وهذا النَّوعُ المَذمومُ مِنَ التَّقديسِ لا ينفكُّ عن دِين الصُّوفيَّة والشِّيعة وغيرِهم وخاصَّةً مِنْ أهل العلمِ الفاسدِ أو العملِ الطَّالحِ: مِنَ المُتملِّقين المَفتونين بصُنَّاعِ القرار وأهلِ الحَلِّ والعَقد ورجالِ الغلبةِ والإدالة والتَّأثير على وجهِ المُداهنةِ والخضوعِ؛ ولا يخفى أنَّ المقدَّسَ مِنَ الأئمَّةِ لا يرضى بتقديسِ مَنْ يُقدِّسُه بالباطلِ فيرفعُه فوقَ مَقامِه ويُعطيه ما ليس له ويَغلو فيه، وهو بريءٌ مِنْ ذلك، ولا تَلحقُه تبعةُ التَّقديسِ الباطل الذي لا يرضاه، لا سيَّما إِنْ كان منه محذِّرًا.
    بينما تقديسُ الرِّجال بمعنَى أنَّه يُوقِّرُهم ويعظِّمهم، ويُنزِلُهم مَنازِلَهُم، ولا يُثبِتُ لهم ما ليس لهم، ويقدِّرُ اجتهاداتِهم وآراءَهم وجهودَهم، أي: أنَّه يُحِبُّهم محبَّةَ تقديرٍ وتوقيرٍ وتبجيلٍ بحَسَب منزلتِهم في الإيمان والتَّقوى والعلم دون غُلُوٍّ ولا جفاءٍ، فيسيرُ معهم على علمٍ وهدًى، ويقف بينهم ... الفتوى كاملة هنا:
    ferkous.com/ho...

Komentáře • 2