سلطان الله ومسئولية الانسان - حلقة 4 - دور إرادة الإنسان في خطة الله للخلاص

Sdílet
Vložit
  • čas přidán 12. 09. 2024
  • رابعاً: خطة الله لخلاص البشرية
    الله يتدخل في البشرية ليبقي الحق معلناً وحرية اختيار الانسان متاحة وهذا التدخل ليس هو تدخل في الحرية الشخصية للإنسان لكي يملي عليه الله ما يريد أن يصنعه بل هو تدخل في التاريخ الإنساني.
    عندما ظهر الله بقوة لشاول الطرسوسي وهو في طريقه لكي يحارب المسيحيين لايعتبر هذا إرغاماً أو ضغط عليه لكي يغير من إرادته وهذا ما شرحه بولس بعد الإيمان في رسالته إلى تيموثاوس فهو يعترف أنه فعل هذا بجهل وفي عدم إيمان ظناً منه أن هذا هو مايريده الله أن يفعله وأن مايفعله يرضي الله، فتكلم الله له بهذه الطريقة لكي ينبهه بأن مايفعله لايرضيه ولايسره بل بهذا قد أصبح ضد الله:
    "أَنَا الَّذِي كُنْتُ قَبْلاً مُجَدِّفاً وَمُضْطَهِداً وَمُفْتَرِياً وَلَكِنَّنِي رُحِمْتُ، لأَنِّي فَعَلْتُ بِجَهْلٍ فِي عَدَمِ إِيمَانٍ". (1تي1: 13)
    لماذا اختار الله أُناس لكي يحقق بهم خطته وينفذها في هذا العالم؟ أليس هذا ظلماً؟ لماذا اختار الله يعقوب ولم يختار عيسو؟ لماذا اختار راحاب على الرغم من أنها ليست من شعب الله؟
    أراد الله أن يعلمنا ويفهمنا أن هذا الطريق هو طريق النعمة للذي لا يستحق، فيعقوب وراحاب وغيرهم كثيرين لم يكونوا مستحقين رحمة ومحبة الله لهم. إنها النعمة التي تعطي وتغدق العطاء لمن لايستحق.
    خامساً: تدخل الله في حياة الإنسان
     بأعمال الرحمة والعناية
    "لِكَيْ تَكُونُوا أَبْنَاءَ أَبِيكُمُ الَّذِي فِي السَّمَاوَاتِ فَإِنَّهُ يُشْرِقُ شَمْسَهُ عَلَى الأَشْرَارِ وَالصَّالِحِينَ وَيُمْطِرُ عَلَى الأَبْرَارِ وَالظَّالِمِينَ." (مت5: 45)،
    فالله يبارك الأشرار كما يبارك الأبرار حتى تلين قلوبهم وتنفتح لرسالة الإنجيل فيتخذوا قرارات صحيحة ويرجعوا إلى الله الحي.
     بالإنذار والتأديب
    مثل شعب نينوى الذين أرسل الله إليهم يونان بإنذار فرجعوا عن طرقهم وتابوا إلى الله نادمين على الشر، فالله لم يجبرهم على التوبة والرجوع بل هم من قرروا أن يسمعوا صوت الله الذي ينادي عليهم وفي نفس الوقت نرى أمم وشعوب يتكلم الله إليهم بالإنذار والتأديب ولكنهم لايسمعوا ولايرجعوا.
     بحسب ما يسمح له الفرد
    يتدخل الله في حياتنا بقدر ما نسمح نحن له أن يتدخل, وهذا ما يفسر لنا سبب إستطاعة الله أن يتدخل في حياة أولاده أكثر من إمكانية تدخله في حياة الآخرين، فأولاده أي المؤمنين به يستطيع الله أن يتدخل في حياتهم بطريقة أعمق لأنهم يسمحون له بذلك وقد أعطوه الحق أن يتدخل لأنه يعيش في داخلهم. أيضاً درجة إستطاعة الله أن يتدخل في حياة أولاده متفاوتة فليس كل المؤمنين به يعطونه الحق الكامل والحرية أن يتدخل ويصنع ما يشاء، فالله يحترم حرية إرادة الإنسان فيرفض أن يتدخل، فليس كل أولاد الله يستطيعون أن يختبروا حضور الله بنفس المقدار أو أن يروه في ظروف حياتهم سواء الحزينة أو السعيدة بنفس الوضوح، ليس لأن الله عنده محاباة فيفضل شخص عن أخر بل لأن الإنسان هو من يختار درجة قربه من الله وليس الله هو من يقرر درجة القرب هذه.
    - "اِقْتَرِبُوا إِلَى اللَّهِ فَيَقْتَرِبَ إِلَيْكُمْ" (يع4: 8)
    مبادئ تدخل الله في حياة الإنسان
     الله لايسمح أن نجرب فوق ما نستطيع: يضع الله الحدود للشرير وأعوانه لكي لا يدعنا نجرب فوق ما نستطيع أن نحتمل، فهو يعلم قدرتنا وطاقتنا على الاحتمال.
     يعطي مع التجربة المنفذ: سمح الله لإخوة يوسف أن يلقوه في البئر لكنه كان يحميه من أن يُقتل. أيضاً سمح الله أن يُظلم في بيت فوطيفار فوضع في السجن السياسي لكن الله أعطاه نعمة في عيني السجان لكي يستطيع أن يحتمل فترة السجن فأقامه على المسجونين
    "لَمْ تُصِبْكُمْ تَجْرِبَةٌ إِلاَّ بَشَرِيَّةٌ وَلَكِنَّ اللهَ أَمِينٌ الَّذِي لاَ يَدَعُكُمْ تُجَرَّبُونَ فَوْقَ مَا تَسْتَطِيعُونَ بَلْ سَيَجْعَلُ مَعَ التَّجْرِبَةِ أَيْضاً الْمَنْفَذَ لِتَسْتَطِيعُوا أَنْ تَحْتَمِلُوا". (1كو10: 13)
     يستخدم التجربة للتزكية للأفضل
    "عَالِمِينَ أَنَّ امْتِحَانَ إِيمَانِكُمْ يُنْشِئُ صَبْراً. وَأَمَّا الصَّبْرُ فَلْيَكُنْ لَهُ عَمَلٌ تَامٌّ، لِكَيْ تَكُونُوا تَامِّينَ وَكَامِلِينَ غَيْرَ نَاقِصِينَ فِي شَيْءٍ". (يع1: 2)
     الله يكون معنا في وسط التجربة
    ففي عمق التجربة نجد الله معنا يتحد بنا ويمسك بيدنا، وهذا مايعلنه لنا الكتاب في قصة الفتية الثلاثة، فعندما ألقاهم نبوخذ نصر في أتون النار وكانوا ثلاثة أشخاص، رأى الملك ومن معه رابعاً وهو الشبيه بإبن الآلهة يتمشى معهم في الاتون:
    "حِينَئِذٍ تَحَيَّرَ نَبُوخَذْنَصَّرُ الْمَلِكُ وَقَامَ مُسْرِعاً وَسَأَلَ مُشِيرِيهِ: [أَلَمْ نُلْقِ ثَلاَثَةَ رِجَالٍ مُوثَقِينَ فِي وَسَطِ النَّارِ؟] فَأَجَابُوا: [صَحِيحٌ أَيُّهَا الْمَلِكُ]. فَقَالَ: [هَا أَنَا نَاظِرٌ أَرْبَعَةَ رِجَالٍ مَحْلُولِينَ يَتَمَشُّونَ فِي وَسَطِ النَّارِ وَمَا بِهِمْ ضَرَرٌوَمَنْظَرالرَّابِعِ شَبِيهٌ بِـأبْنِ الآلِهَةِ]". (دا3: 24, 25)
     يحول الشر إلى الخير: يكون الله معنا في وسط الضيق والتجربة وكذلك يحول الشر الذي أراده الشرير إلى خير لنا ولكل المحيطين بنا، وهذا ما نراه أيضاً في سفر دانيال عن الفتية الثلاثة فبعد ما اختبروا اختبار المعية والرفقة الإلهية المذهلة, أمر الملك أن يقدم الفتية الثلاثة على كل ولاية بابل: "حِينَئِذٍ قَدَّمَ الْمَلِكُ شَدْرَخَ وَمِيشَخَ وَعَبْدَنَغُوَ فِي وِلاَيَةِ بَابِل"َ. (دا3: 30), وعوضاً عن أمر الملك بالالقاء في أتون النار أمر الملك بأن كل إنسان يتكلم على إله الفتية الثلاثة يعاقب: "فَمِنِّي قَدْ صَدَرَ أَمْرٌ بِأَنَّ كُلَّ شَعْبٍ وَأُمَّةٍ وَلِسَانٍ يَتَكَلَّمُونَ بِـالسُّوءِ عَلَى إِلَهِ شَدْرَخَ وَمِيشَخَ وَعَبْدَنَغُو فَإِنَّهُمْ يُصَيَّرُونَ إِرْباً إِرْباً وَتُجْعَلُ بُيُوتُهُمْ مَزْبَلَةً إِذْ لَيْسَ إِلَهٌ آخَرُ يَسْتَطِيعُ أَنْ يُنَجِّيَ هَكَذَا"(دا3: 29)
    our website is: www.schoolofchrist.tv
    our facebook page: www.facebook.c...

Komentáře • 5