قصة عاق لـ الشيخ فخرالدين الهمامي

Sdílet
Vložit
  • čas přidán 12. 09. 2024
  • تحذير الشباب من عقوق الوالدين
    الحمد لله رب العالمين ، حمدا يوافى نعمه ، ويكافئ مزيده ، أكرمنا بعبادته لتكون لنا زلفى لديه ، وجعل بر الوالدين مما يقرب إليه ، فجعل رضاهما من رضاه ، وسخطهما من سخطه ، وأشهد أن سيدنا ونبينا محمدا عبده ورسوله ، أتقى عباد الله ، وأعظمهم خشية لله ، اللهم صل وسلم وبارك على عبد ورسولك سيدنا محمد وعلى آله وأصحابه أجمعين .
    أما بعد فيا عباد الله : أتحدث اليوم معكم في عظيم في دين الإسلام ، عظيم في فعله ، وعظيم في تركه ، والناس عنه غافلون ، وعن العناية به معرضون ، وسينكشف لهم الأمر بعد فيجدونه كما قلت عظيما، فيندمون حيث لا ينفعهم الندم ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم.
    الوالدان : هما أبو الإنسان وأُمه ؛ أبوه الرجل ، وأمه المرأة ، بينهما يكون الإنسان فتحمل بالمرء أمه شهوراً تسعاً في الغالب ، تلاقي في تلك الأشهر ما تُلا قي من الأمراض والآلام فإذا آن وقت الوضع حضر الموت ، فتارة يقضى عليها ، وتارة تنجو بأعجـوبـة ، وعجيب والله أن يخرج إنسان من ذلك المنفذ الضيق ثم لايموت وتموت المــرأء ة ، ويا ليت التعب ينتهي بالوضع فيكون الأمر هين ، بل بالوضع يكثر التعب ويشتد، يعــرف ذلك من تزوج ورأى الأولاد ، صياحا بالليل يحرم المنام على الوالدين ، وصياحا بالنـهـار يقلق بالهما ، ويتعب قلبهما ، ويذرف دموعهما ، ومرض يعتري الولد من وقت لآخر، تنخلع له قلوبهما انخلاعا ، وتنهد به أبدانهما هداً ، ومال يصرفانه بلا حساب في سبيل عـلاجـه وتربيته ، وتعهد من الأم في كل لحظة لجسمه بالغسل ، ولثيابه بالتنظيف ، ولإفـرازتـه بالإزالة ، يدوم ذلك لا يوماً ولايومين ، ولاشهراً ولاشهرين ، ولاسنة ولا سنتين ، بل يستمر سنين هي به ليلها ونهارها في متاعب تصغر بجانبها متاعب المؤبدين في الأعمال الشاقة ، يضاف إلى ذلك إمتصاصه من دمها الذي هو اللبن مدة الرضاعة، ولولم يكن منه لهدم بدنها وإذهاب قوتها إلا هذا الامتصاص لكفي ، فإذا شب نوعاً وبرزت أسنانه وقويت معدته على قبول الطعام وهضمه ، انفتح لوالده باب كدّ لجلب طعامه وشرابه ، فيهيم المسكين في أرجـاء الدنيا يبحث عن باب رزق ليحصل له مابه يعش ، فإذا لمح باب عسر يحول بينه وبين طعام ذلك الولد نزل به من الغم والهم ماتنوء به الجبال

Komentáře •