Video

وقوله في سورة الرحمن بعد ذكر كل نوع من هذه الأنواع فَبِأَيِّ آلَاءِ رَبِّكُمَا تُكَدِّبَانَ نعم أكمل وفي الجملة فما ذكره في القرآن من الأمثال والآيات تارة يقرر بها نفس مشيئته وقدرته وخلقه وتارة يقرر بها إحسانه وإنعامه ورحمته وهذه الطريقة مستلزمة للأولى من غير عكس فإنه يلزم من وجود الإحسان والرحمة وجود القدرة والمشيئة من غير عكس وقس على هذا حينما سبحانه وتعالى أرى أثار إحسانه ورحمته تعلموا أن قدرة ومشيئة وهذا متعلق بذلك ولكن لا يعني أنه يقدر على كل شيء أنه سيشاءه ولا يعني أنه حينما يشاء أمرا يكون دائما إحسانا للخلق فبعض الناس يتناولهم العقاب وبعض الناس يحجب عنهم الخير وقس على هذا غيره من الصفات مثل إثبات حكمته ومحبته التي ينبني عليها حكمة خلقه وأمره وهو أيضا مما يؤلم بالسمع وبالعقل أيضا كما تؤلم إرادته وكما تؤلم محبته وهذه المسائل مبسوطة في مواضعه وإنما ذكرنا في هذا الشرح ما يناسب حال هذه العقيدة المختصرة المشروحة أخواني من الملامح المميزة لعقيدة أهل السنة أنها تمزج السلوك والأدب مع الله والخشوعة فدراسة العقيدة تورث هذه على مذهب أهل السنة أما على مذاهب المتكلمين فإنها لا تزيد القلب إلا قسوة بل في مواضع كثيرة ترى أن فيها قلة أدب مع الله وكأنهم يشرحون جسما حينما يتكلمون على ما يجوز وما لا يجوز في دقائق المسائل والمعاني والصفات الآن شرع شيخ الإسلام في الكلام على صفات جديدة تعلمه بالسمع والعقل ويرى أثرها إخواني بالحكمة وحسن التدبير وإتقان الصنع قال وقد بسطنا في غير هذا المواضع الكلام في محبة الله وذكرنا أن للناس في هذا الأصل العظيم ثلاثة أقوال أحدها أن الله تعالى يحب ويحب كما قال تعالى فسوف يأتي الله بقوم يحبهم ويحبونه فهو المستحق أن يكون له كمال المحبة دون ما سواه وهو سبحانه يحب ما أمر به ويحب عباده المؤمنين وهذا قول سلف الأمة وأئمتها وقول أئمة الشيوخ المعرفة نعم الكلام عن صفة المحبة إخواني كلام متعلق بثنائية فلا يجوز أن نتكلم عن صفة المحبة دون أن نتكلم عن طرفها من العبد ومن طرفها من الرب سبحانه وتعالى لكن الذي يلبس على المتكلمين مسائل كثيرة الأول أن قضية المحبة فيها معنى الحدوث عندهم ثم معنى الحدوث يستلزم الجسمية ولاحظ هذا البحث أصيله وفطيره ليس إسلامي فبحث أن استحقاق صفة يصف الله بها نفسه أنها من جنس التشبيه ثم التشبيه ويستطلب أن يكون جسما هذا بحث لا هو عربي ولا هو إسلامي ولو كان باب ذلك متوقعا أو مفتوحا ما كان للحكيم الخبير أن يتكلم به وأن يصف نفسه به لكن هؤلاء لم ينطلقوا من قواعد القرآن والسنة فهم كما قال أرسطو جدد لك فطرة غير الفطرة التي خلقت عليها حتى تدرك برهان الوجود أعادها فخر الدين الراجل في المطالب العالية وفي المحصل فقال نعم جدد لك فطرة جديدة غير الفطرة التي خلقت عليها لتعلم ما يستحقه الله فهؤلاء القوم لا يصدرون عن ما فطرهم الله عليه بل يرون أن الفطرة التي خلقهم الله عليها ليست قويمة ولا صحيحة كما قال كثير من علمائهم أن الفطرة التي فطرت الناس عليها تشوش على الناس عقيدتهم ودينهم كما يزعم الأشاعر وكما صرح العز وكما صرح الشهر الثاني والبوطي من المتأخرين أن آيات القرآن وأن السنة تقوي وتدعم عقيدة التجسيم عند العام لاحظوا هذا الكلام الخطير وليس ما في القرآن والسنة هو ما يستحقه الله سبحانه وتعالى تقدسه وتنزه عن ما يقولون يحب ويحب هنا في مبحث عقد دقيق هل المشاكلة في يحب ويحب من جنس واحد نقول إن كان في أول القدر المشترك بمعنى المحبة نعم أما من كنهها ومهيتها أن فيها ميلا عاطفيا يقتضي وجود جوف وقلب فهذا ليس على الله وليس لله أما أنه يحبه نعم ولكن حبه ليس من نوع حب المخلوقات إذ الحب عند الله متعلق بالعلم والعزة والحكمة وكمال القدرة أما حب المخلوقين فيغالب العقل والقدرة والمشيئة والإرادة ويذهب لسواها لما يحب ولأجل ذلك كل عين لما تحب كليلة عن عيوبه فالله سبحانه وتعالى يحبه ويحب وهذا الحب الآن سيربط بالإرادة ويربط بالرضا ثم هذه الثلاثة تربط بالقدرة الكونية عفواً الإرادة الكونية والإرادة الشرعية كما سيذكر الآن الشيخ والقول الثاني والقول الثاني أي يستحق أن يحب لكنه لا يحب إلا بمعنى أنه يريد وهذا قول كثير من المتكلمين ومن وافقهم من الصوفية أريد إقواني أن نقف عند هذه الجزئية وأنا أريد أن أبسطها قليلاً ليس كثيراً أولاً هذه المسألة قبل أن نمر على شاعر رجب أن نمر على المعتزدة لأن هذه القضية أصيلة في الاعتزال وهم من حرف معنى المحبة بطرفيها إن كان من الرب أو من العبري فالمعتزلة يرجع إحرافهم وتحريفهم لمعنى المحبة لأنه ينبثق من مفهوم العدل أنت تعرف أن المعتزلة عندهم أصول خمسة أحدها العدل وهذا العدل عندهم هو الأصل الثاني من أصولهم الخمسة والعدل عندهم أصل أهم صفة للفعل الإلهي إذا سئلت ما هي أهم صفة في أفعال الإله عند المعتزلة فقل العدل وإذا سئلت ما هو أهم أصل عند المعتزلة في صفات الذات على وصف الذات حتى نكون دقيقين فقل التوحيد لذي يمنعون كل شيء من الصفات أن تقوم بالذات كفراً منهم وإلحاداً منهم بأن ذلك يعبد القدماء فكان بزعمهم التوحيد الصحيح أن يكون دون صفات أما الفعل فلا بأس عندهم لأن صفة الفعل لا تقوم في الذات الإلهية عندهم

بل تقوم في الخارج كالكلام والإرادة لكن العدل عندهم يقتضي أنه لا يحب إذا أحب شيئاً خلقه وإذا خلق شيئاً أراده إحفظوا هذه المعادلة وإذا أراد شيئاً وخلقه لزم المخلوق أن يكون قابلاً له لا يأنفه ولا يتخلص ويتملص منه فإذا أراد المعتزلة في أصل التوحيد تنقية صورة الله تقدسة وتنزدى عن كل تشبيه زعماً منهم لذلك هم يقصدون بالعدل وبالتوحيد أنه سبحانه وتعالى يبتعد عن أي شيء يشابه المخلوقة إذن داعي التشبيه يا أخواني الكرام عند المعتزلة لا يشبه داعي التشبيه عند ألا شاعرة بكل وجه إنما يشبه بوجه واحد ألا وهو التزام الجسمية لكن المعتزلة يضيفون عليه أصل العدل وأصل التوحيد الآن دعنا ننظر إلى مفهوم الإرادة عند المعتزلة إذا نظرت إلى المعتزلة يا أخواني الكرام إلى مفهوم الإرادة عندهم يجب أن يظهر حكمهم في نظرهم للإرادة من جهتين الأولى تعلق الإرادة بفعل الله سبحانه وتعالى وارجو أن تنتبهوا وهنا عندهم زعمة يجب أن تكون جميع أفعاله مرادة له كما قدمت آنفا لأن عدم وجود هذه الإرادة يقتضي فيه العجز تقدس أو تنجى وتنزه عن كلامهم الباطل لأنهم يربطون إرادة يجب أن يكون مقتضيا لمحبته ورضاه لا وأنه قادر عليها الجهة الثانية هذه الجهة تعلقها بفعل غيره وهو العبد فيتتعلق ببعضها على سبيل الوجوب والفرض مثل العبادات والصلاة والصوم والزكاة وبعضها على سبيل النذب والنافلة أما المباح والمعاصي وغير ذلك فلا تتعلق بها إرادة إلهية اتبهوا أخواني وهنا سيخرج أصل خلق وأفعال العباد أخواني الذين يرفعون أيديهم للأسئلة السؤال في آخر الدرس ليس في أثنائه هنا خرج عندهم أصل جديد وهو خلق وأفعال العباد فالله عندهم إذا أراد شيئا أحبه وإذا أحبه قدر عليه وإذا قدر عليه خلقه فهو له أما سوى ذلك فهو لا يحبه ولا يريده ولا يقدر عليه ولا يخلقه فيها مسائل كثيرة منها أن لا يحاسب العبادة على شيء هو خلقه فيهم طبعا هذه كلها شبه باطلة لأنهم يذهبون بمسألة الاختيار مذهبا باطلا ليش ذلك يا أخواني قالوا لأنه لا يجوز أن يريدها الله سبحانه وتعالى حيث لا غرض له في ذلك وهذا غرض له في ذلك طبعا أنا أسوق لكم كلام القاضي عبدالجبار هنا معناها التحسين والتقبيح الذاتي بأنه يجب على الله أن يفعل ما هو حسن ويريده ويحبه ويخلقه ما هو قبيل ذاتي لا يحبه ولا يريده ولا يخلقه واختلف متأخيرهم أيقدر عليه أم لا يقدر عليه فإذا عندهم لا يجب أن تتعلق فيه إرادة أما ما يقع في الأرض من فعل المكلفين فلا يحبها الله سبحانه وتعالى من المعاصي يعني ولا يكرهها شوف التنظير لقاضي عبدالجبار ومنها هنا يقول لا تتعلق الإرادة لا تتعلق الإرادة بهذا وإن وقع منهم القبيح فلا فائدة من كراهته لها وذلك كفعل الساه والبهيمة لاحظ هذه التقييرات تظهر الله تقدس وتنزل سبحانه وتعالى بصورة العاجل لذلك هذه المسائل من انتقدها من أهل السنة ومن الأشاعر على المعتزلة يسميها مسائل التعجيز يسميها مسائل التعجيز قال قاضي عبدالجبار إخواني إن المحبة والرضا والاختيار ترجع إلى الإرادة فما ثبت أنه تعالى أراد منا فعله يحبه ويرضاه ويختاره لنا ويشاءه وما لا يريده ثبت أنه يكرهه ويسخطه ويبغضه وقال في موضع آخر متى أراد الشيء أحبه احفظ هذا التسلسل الذي أنا قدمته ومتى أحبه أراده ولو كان أحدهما غير الآخر لم تنع كونه محبا لما لا يريد أو مريدا لما لا يحب على بعض الوجوه فإذن هم يقولون بالتلازم بين الإرادة لاحظوا وبين المحبة وبين الخلق مسألة الإذن لم تطرأ على المعتزل إلا متأخرا حينما أوردها عليهم لا شاعر نعم أكمل الثالث أنه لا يحب ولا يحب وإنما محبة العباد له إرادتهم طاعته إرادتهم طاعته هذا فيها مفعولين إرادتهم طاعته وهذا قول الجهمية ومن وافقهم من متأخر أهل الكلام والرازي للأسف أن هذا القول أخذرته لذكر الأشاعر وإن كان الأشاعر السابقين لم يكونوا قائلين به ولكن بعد الرازي أصبح الجميع من الأشاعر يقولون به وأما قول الأشاعر القديم هو القول الثاني لكن القول الثالث للأسف أصبح هو قول الأشاعر وقول متأخري المعتزل كقول الجهمية دعني أنا أشير يسيرا إلى قول الأشاعر في المحبة الأشاعر أولا لا يثبتون صفة المحبة لله عز وجل كما هي موجودة في الكتاب والسنة أبدا وكلهم بل غالبهم يؤول النصوص يا أخواني الوالدة فيها بأنواع كثيرة من التأويلات فالأشاعر إثبات المعنى المحبة عندهم يقولونهم بلسانهم أنه يلزمهم معنى لا يريدونه وأنهم فعلوا هذا التأويل والتحريف حتى يثروا من شبه الرب بالعبد لأن الانفعال هذا أي المحبة طبعا هم يقولون انفعال ونحن لا نقول أن جنس محبة الله سبحانه وتعالى من جنس الانفعال لكن لأن الأشاعر ثبتوا على الطبيعيات في قياس الغائب على الشاهد فقالوا هذه ميول وما رقة تحصل في القلب والوجدان فقالوا هذه صفة نقص والله منزل عن النقص وهي تحتاج جسم وهذا لا يجوز على الله سبحانه وتعالى فلاحظ الإحراف بمعنى المحبة عندهم دون أن ينظروا إلى أحكام النص ولا تعدد تعلق المحبات يعني حينما ذكرت صفات المحبة في القرآن والسنة هل كان تعلقها في شيء واحد أم كانت في أشياء كثيرة ثم هناك بحث أشار له شيخ اسلام في مواضع أخرى سماه مقتضيات المحبة يعني أن الله سبحانه وتعالى هناك أشياء تجلب محبته لذلك علماء السلوك والزهد والتصوف وعلماء الذين يربون الناس على الزهد يذكرون كثيرا في كتبهم وكلامهم ما هي الأسباب الموجبة لمحبة الله هناك أمر آخر أخواني الأشاعر من بعد ابن الجويني أصبح لهم اختلاف كبير في معنى المحبة واختلافاتهم هذه يجب أن تعرف أنها راجعة لسبب واحد وهو نوع تقسيم الصفات إلى ذاتية، سلبية، معنوية فمنهم من يجعلها ذاتية ومنهم من يجعلها سلبية ومنهم من يجعلها معنوية كذلك تناقض أقوالهم للمحبة فيستجرهم للكلام عن الرضا والإرادة إلا أن جمهور الأشاعر أخواني جعلوا المحبة والرضا والإرادة معنا واحد وهذا مذهب شيخي المذهب أبو الحسن والباق اللام فهذان الاثنان يرون أن المحبة والرضا والإرادة هي بمعنى واحد بل في كتاب الاعتقاد البيهقي يقول أن أبو الحسن أرجع صفة المحبة إلى معنى الإرادة تماما فإذا سئل أبو الحسن الأشاعر عن معنى المحبة الإلهية قال هي إرادة إكرامهم وتوفيقهم ومحبته للخصال المحمود فهو يرجع هذه إلى الإرادة الآن بعض الأشاعر أرجعها لصفات الفعل لكنه سيحاول أن يحريفها عن معنى تعلقها بالمشيئة فماذا سيؤولها؟ سيؤولها بالمدعي بالإكرام لمكتسبه لأن هذا المحبة كالمدعي بأنه يكرم من يفعل هذه الأفعال فاخر الدين الرازي إخواني الكرام أقواله في صفة المحبة في جميع كتبه ليست سوى

وأنا شرف كثيرا إلى أن الرازي تتغير أحكامه وأقواله بتغير المناهج الكلية والجزئية التي يتحاكم إليها فالرجل مرة يقفز من الفلسفة الصينية إلى الفارابية ثم إلى الرصية ثم إلى الاعتزال ثم إلى ما عند بعض الرافضة وهذا ترى الجانب لم يكتفيه للآن أن التأثير الفلسفي لفخر الدين الرازي قد نال كثيرا من بعض المسائل الفلسفية التي أثرت على الأحكام الكلامية يعني هناك أقسام فلسفية إخواني لها علاقة بالأحكام الفلسفية والمباحث الميتافيزيقية مثلا في الوجود والأمور العامة والماهية ومجعولة الماهية والمقولات التسعة وعلاقتها بما ذكرنا آنيفا لكن هناك جانب آخر أن هذه المباحث الفلسفية رجل كالرازي أثرت جدا عنده بأشعريته لذلك هناك كثير من الأحكام التي خلف فيها الرازي الأشاعر بسبب تركه للأصل الذي ينطلق منه الأشاعر في البحث الكلامي في أي مسألة كانت عندهم أما مثل البقية يعني مثلا لما تأتي إلى الدواني تأتي إلى الغزالي لا هؤلاء لو خالفوا إنما يخالفون للخلاف داخل البيت الأشعري الخلاف داخل الأدلة الأشعرية أو أنه فهم معنا من شيخه الأشعري بخلاف ما فهم غيره كما قال التفتزان مثلا في الكلام النفسي فالتفتزان في الكلام النفسي مال على أن الكلام لا يكون إلا حرف وصوت الآن هذا الميل الذي ماله هو والإيجي في بعض ترجحاته إنما لأنه يرى الأصل الذي صدر منه الأشعري أبو الحسين ليس هو ما يتأوله المتأخر أما الرازية يا إخوان فإنما حكمه بأنه لا يحب فيما استقر الآن في المدرسة الأخيرة على ما يتبعون المدرسة الفودية والمدرسة الرازية إنما هذا من التقريرات الفلسفية وليس من التقريرات الأشعرية نعم أكمل ومما يوضح ذلك أحسن الله لكم فقال رحمه الله ومما يوضح ذلك أن وجوب تصديق كل مسلم بما أخبر به الله ورسوله من صفاته ليس موقوفا على أن يقوم دليل عقلي على تلك الصفة بعينها فإنه مما يعلم بالاضطرار من دين الإسلام أن الرسول صلى الله عليه وسلم إذا أخبرنا بشيء من صفات الله تعالى وجب علينا التصديق به وإن لم نعلم ثبوته بعقولنا طبعا إخواني هذه الفقرة مهمة جدا لأن فيها أصل عظيم هو دائما حينما تناقش أي كلام أشعريا كان أو غير ذلك يجب أن يكون صدورك عنها وهو قدسية النص وإحكام النص فحينما يناقشك أي واحد من الكلاميين يجب أن تقول له هل القرآن والسنة حجية في مصدرية الأحكام وهل هو محكم في أحكامه ونصي أم غير ذلك لأن إذا تهرب من هذا الجواب كما حصل مع الأخ الذي أراد أن أناظره وإنما ناظرته حقيقة تنزل الجمهور لأني كنت أعرف أنه ليس على هذه المرتبة مقلد لشيخي سيد فودا لكن حتى تقام الحجة ونحسم الكلام فهؤلاء القوم إخواني لا يسلمون بحجية ومصدرية الكتاب والسنة الأول بالإفادة بالعربية نحوا وصرفا وبلاغا الثنين بالدلائل العقلية والبراهين العقلية التي استخدمها القرآن إما استثمارا أو إنتاجا وفي فرق بين الاثنين استثمارا أنه اعتمدها وأخرج الأحكام منها إنتاجا أنه لم يستخدمها لكنه أخرجها وتخرج من دلالات أحكامه لكنه لم يستخدمه لكن سيستخدمه من جاء بعده فهذا الأصل الأول الأصل الثاني أنه هل يجب في كل وهذه السؤال سئلته كثيرا أرجو أن تنتبهوا له هل يجب في كل أصل وجزء في الأحكام العقلية أن يكون له دليل عقلي في معتقد أهل السنة والجماعة أهل الحديث أنا شخصيا أقول نعم يجوز أن يكون موجودا لكن لا يجب كيف يجوز أن أقول أنه موجود دائما لكن يهتدي إليه من هداه الله ويغلقه الله على من لم يرد أما هل هو شرط حق الإيمان لا لأن ديننا وعقيدتنا فيها جزء الإيمان فيه ابتلاء لذلك ذكره الله في أول البقرة يؤمنون بالغيب الذين يؤمنون بالغيب لأن هناك غيب أن تصدق به دون أن تطلع على معانيه وكنهه قال ابن كثير رحمه الله وهو يتكلم عن أنواع الغيب في هذه الآيات قال ونوع من الغيب لا نعرف منه إلا رسمه ووسمه ولا يجب أن نسأل عن أكثر من ذلك فالمطلوب مننا أن نؤمن بوجود رسمه ووسمه كالملائكة فنحن لسنا مطالبين أن نعرف ما نوع الاختلاف بين الحملة وبين السجدة وبين المدبرين للمطر وبين المدبرين للزرع هل جميعهم من نفس المادة هل جميعهم في نفس القوة وتمايز الخلق الذاتي هذا ليس مطلوبا مننا ولا نحتاج إلى دليل عقلي للإقامة على التغاير بين ذلك للإيمان بهم وغيب ذكر بصورة فيها نوع إبهام وإيهام لكن ليست صفات الله

التي يقول بهذا المتكلمون أجمعين وهي الأخبار عن الآخرة فأشياء تذكر في الآخرة كما قال علي رضي الله عنه إنما تعرفون من أسماء النعيم والثمر والفاكهة أسماءها لا حقائقها فأبهمت الصراط والميزان والجنة والنار كيف هي على الحقيقة لا نعرف وأصبح الانتحان عليها إذا آمنت بالميزان كنت مؤمنا إذا لم تؤمن بالميزان كنت كاذبا ولكن ما أوضحه الله سبحانه وتعالى وهو المحكم ونحن أهل الحديث والسلف نقول أنه أحكم المحكمات لكن لا يطلب منا التفكر فيها في الكنه والمهية وهي أسماؤه وصفاته سبحانه وتعالى فحينما يقال ويصف نفسه بأنه رحمن فهو رحمن على الحقيقة وهو يرحم على الحقيقة لا أنه رحمن بالمجازي لكن ما هو كنه معنى الرحمة لا نعلم وما كنه الذات التي تكسبت هذه الرحمة لا نعلم فإذن حينما يقال هل هذه الأدلة العقلية مطلوبة في الثبوت هي في الغالب ثابتة في نفس الأمر موجودة لكن من يعرفها هذا يتفاوت فيه العلماء آخر نقطة وهي أن ما نقول عنه هو دليل عقلي ليس هو الدليل المشائي ليس هو دليل الدعاوى الأربعة وحدوث وليس هو دليل الافتقار بالصياغة الكلامية وليس هو دليل التركيب بالصياغة الهذيلية وليس هو دليل الفطرة عفو الطفرة بتركيب النظم كما يقول أهل الكلام إنما الدليل العقلي هو ما استثمره القرآن من براهين العقلية واستعمله الرسول صلى الله عليه وسلم ومن بعده من أئمة الدين المزكينة وقال رحمه الله وَمَنْ لَمْ يُقِرْ بِمَا جَاءَ بِهِ الرَّسُولُ حَتَّى يَعْلَمَهُ بِعَقْلِهِ فَقَدْ أَشِبْهَا الَّذِينَ قَالَ اللَّهُ عَنْهُمْ قَالُوا لَنْ نُؤْمِنَ حَتَّى نُؤْتَى مِثْلَ مَا أُوْتِيَ رُسُلُ اللَّهِ وَاللَّهُ يَعْلَمُ حَيْثُ يَجْعَلُ رِسَالَتَهُ ومن سلك هذا السبيل فهو في الحقيقة ليس مؤمنا بالرسول ولا متلقيا عنه الإخبار بشأن الربوبية ولا فرق عنده بين أن يخبر الرسول بشيء من ذلك أو لم يخبر به فإنه ما أخبر به إذا لم يعلمه بعقله لا يصدق به بل يتأوله أو يفوضه وما لم يخبر به إن علمه بعقله آمن به وإلا فلا طبعا يا إخواني هذا المأخذ المتكلمون والفلاسل فيه على طرد بحيث أنه لا يصدق الوحي والنص إلا إذا ثبت عنده بالعقل والعقل هو الدليل الكلامي أو الدليل الفلسفي ليس له ثالث يعني ما يسميه هؤلاء أنه يجب أن يصدق هذا الأمر دليل عقلي الدليل العقلي مرجع إلى قسمين الدليل الفلسفي والدليل الكلامي الدليل الفلسفي أقسام كثيرة الرواقي والمشيائي والمشيائي مقسوم إلى أقسام ما كان من مدرسة أرسطنية في تفسير أرسطن وما كان في تفسير تلاميذه وما كان في تفسير ما بعد تلاميذه كفرفوريوس ثم المشياء الأخير وهو السين والفرابي وما انتهى له المتكلمون من الرافضة أما المتكلمون فليس هناك بقية إلا المعتزلة والأشاعر والما تريدين تقسيم الدليل العقلي عندهم في تدعيم الوحي أما الفلاسفة إخواني الكرام فيروا الوحي جميعه لا يلزم المتهي الفلسف ولا الحكمة ويروا أن جميع ما نزل بالوحي إنما هو للعامة وأكثره أخبار دهماء ما يضلل به العامة حتى يقادون إلى التزام القوانين في الحياة الدنيا ولا يعيشوا معيشة البهاء وأكثرهم لا يقولوا بالمعاد الجسماني في الآخرة بل من قال منهم بالمعاد يقول بالمعاد الروحاني كبنسينة أما أرسط لا يقول أصلا لا بالمعاد الروحاني ولا بمعاد جسماني وإن نسب بعضهم إليه المعاد الروحاني في الحقيقة هو يقول باللذة لا يقول بالمعاد الروحاني وفي الفلسفة اليونانية في فارق بين اللذة وبين المعاد الروحاني

لأن بنسينة في نهاية ينتسب للإسلام فما يسميه من معاد روحاني كما في الكتاب النجاة وهذا الموضع الوحيد الذي ذكر فيه المعاد بالمعنى الإسلامي لا يشبه المعاد الأرسطي المهم أما المتكلمون إخواني الكرام احفظوا هذا الضابط وهو عزيز المعتزلة والأشاعر والكلابية والما توردية كل واحد منه لا يصدق ما في القرآن والسنة إلا إذا ثبت الدليل العقلي الذي يصدر من أصله هو فالمعتزلة لابد عندهم ما يثبت أصل الأصول وهو التوحيد وما هو الذي يثبت عندهم أصل الأصول افهمه هو دليل القدم يعني أخص دليل إذا سئلت ما هو أخص دليل عند المعتزلة في إثبات وجود الله ثم إثبات بقية الشرائع هو القدم ثم بعد ذلك يأتون بغيره أما الأشاعر فيأتون بالحوادث الجواهر والأعراف وإن كان أبو هذيل العلاف عليه من الله ما يستحق هو الذي جاء به وهو من المعتزلة إلا النصياغة التي يقصده أبو هذيل بإرجاعه إلى القدم لا إرجاعه إلى الاستدلال على القديم بالحادث والما تريدية مثل المعتزلة في الغالب إلا من متأخريهم فالما تريدية المتأخرون مقسومون إلى ثلاثة ما تريدية يملؤون للاعتزال وما تريدية متمشعرين وما تريدية على أصل أبي منصور وتلاميذه وهؤلاء القسم الثالث أندروا هذه الأقسام فإذا نحن أهل السنة لا نصدق بأن هناك دليل عقلي سيوقف تصديق القرآن أما جميع من ذكرت نعم يقولوا بأن هناك دليل عقلي سيعارض النص ويوقفه لذلك الجميع اتفقوا على أن ظواهر القرآن غير مقصودة وأن النقل يعارض العقل فعمدوا بالكلية إلى الدليل العقلي لكن مسمى دليل عقلي هو بالتفصيل الذي أنا فصلت ويحتاج إلى مزيد بيان أكثر فمثلا الفلاسفة سينحصر كل ما يقولونه بمفهوم العلية والعقول العشرة في النهاية والمعتزلة سيرجعون إلى القدم ثم نفي والتعطيل المهم والأشاعر سيقولون بالحدوث ومعنى الحدوث اللازم ثم ينفون كل ما له وشن الحدوث عن الله بظنهم أنه هو التنزيه ولم يكن بزعمهم من جنس الحدوث يصفون الله فإما يذهبون إلى التوقيف وهو أبشع المذاهب أجمعين ما عدا الفلاسفة والتحريف ثم التردد بين التأويل والتحريف وهو مذهب جماعك البيهقي ومحدثي ومن عساكر وبعض محدثي الأشاعر بهذا القدر نكتفي أي سؤال؟ عندما ذكرت شيخنا أن المعتزلة ربطوا ما بين الإرادة والمحبة عندما قالوا أن كل ما خلقوا فهو يحبه هل هذا صحيح؟ أنا أعلم شيخا أن بعضهم يقول أنه بنفع علم الله سبحانه وتعالى بالجزئيات فهناك نوع ترابط بين هذا وبين الإرادة والمحبة أحسنت مسألة الإسترسال في الجزئيات حقيقة هي من معويصات البحث الكلام الاعتزائي وهي لم تكن في بدايات بحثهم إنما جدت لهم مع مناضراتهم على أشاعرهم وتعرفون المناضرة التي بين أبي الحسن وبين أبي علي الجبائي إنما كانت في هذه الجزئية لأنه علم من هذا العبد أنه سيكون كذلك فلماذا لم يختر له هذا؟ هذه الجزئية أخي الكريم ليس جميع المعتزلة يقولون بأن الله لا يعلم الجزئيات وإنما هو طائفة كبشر ونسيت اسمه الأشرص يقولون بهذا القول لماذا حتى لا يجعلون تبعات أفعال العباد على العدل؟ فهمت؟ حتى لا يتناقض أصل الحبل الإلهي مع علمه بأنهم سيفعلون ذلك لماذا لم يوقفهم بذلك؟ لذلك بعضهم ابتدع هذه المسألة وإن كان في البحث الفلسفي مسألة علم الله بجزئيات لا علاقة عند الفلاسفة بالكلام الذي ذكرناه هذا عند المعتزلة لأنهم يتكلمون في جانب آخر أبعد نجعة وأشد تعطيلا للمفهوم الربوبي والأولوية وهو الفعل بالاختيار من أول فعندهم الله إلا فاعل بلا اختيار بل يخلقه رغما عنه ثم لا يصدر عنه أكثر من واحد فبالتالي انحسمت المسألة عندهم أنه لا علاقة له بالخلق الثالث والرابع والخامس والثالث نعم أي سؤال آخر؟ جزاك الله خير شيخ غفر الله لي ولكم